عد رحيل تيتي عن منتخب السيليساو عقب الخروج من ربع النهائي أمام كرواتيا وخسارة أخرى ضد منتخب أوروبي في نسخة وصلت إلى الغريم التقليدي الأرجنتين، أصبحت الأمور في حالة فوضى.
تيتي لن يستمر، ويبدو أنّ هذه خطته قبل البطولة سواء كانت ابتسمت للبرازيل أو حدث ما حدث في الواقع، لكن يبدو أن الجميع في بلاد راقصي السامبا لم يكونوا على استعداد لذلك.
رحل تيتي عن البرازيل ليتم فتح الباب لمدرب جديد، واتجه الاتحاد للتفكير في أسماء مثل بيب جوارديولا ثم زين الدين زيدان وأخيرًا جوزيه مورينيو، وحتى لحظة كتابة هذه السطور رفض الجميع الموافقة على عرض السيليساو.
لماذا يرفض الجميع تدريب البرازيل؟ هل هناك أسباب تدفع للخوف من قيادة المنتخب الأكثر تتويجًا بكأس العالم
من البديهي أن يرفض جوارديولا ومورينيو تدريب البرازيل، فالأول يفضل دون شك تدريب الأندية، حيث قدرته على التحكم في التفاصيل وفرض فلسفته أسهل مع كثرة التدريبات وضغط المباريات.
من الصعب أصلًا أن يتجه جوارديولا لتدريب أي منتخب عقب الرحيل عن مانشستر سيتي، وإن فكّر في ذلك، فربما يكون الوجهة المقبلة هي منتخب إسبانيا؛ فاللاروخا يمتلك من العناصر الفردية ما يجعل مهمته أسهل نوعًا ما.
أمّا مورينيو، فهو نقيض البرازيل، فنحن نتحدث عن مدرب براجماتي لا يهتم بالأداء بقدر النتيجة، وربما يفكر في قيادة المنتخبات بعد انتهاء مشروعه مع روما، لكن من الصعب أن يتجه لنادٍ لا يفضل شعبه التموقع الدفاعي واللعب على التحولات.
من الطبيعي أن يتردد مورينيو في قبول عرض كذلك، خاصة وأنّ مشروعه مع روما يسير بصورة جيدة.
ورغم أنّ زيدان هو الشخص الأنسب بين الثلاثي، إلا أنّه رفض. أنسب لأنّه ذكي في التعامل مع العناصر الفردية، ولا يمتلك أسلوب لعب محدد بل يمنح الحرية للأفراد للانفجار والابتكار.
لكن يبدو أنّ زيزو لا يزال يمتلك طموحات مع الأندية، أو ربما يرغب في قيادة فرنسا في يوم من الأيام، الأهم أنّ رفضه يدل فقط على وجود مشروعات غير منتهية في ذهنه.
الكل يرفض البرازيل، والاتحاد يجب عليه البحث عن مدرب يفهم العقلية البرازيلية ويتحدث اللغة البرتغالية ويعرف جيدًا قيمة هوية بلاد السيليساو التي اعتبرت الرقص جزءً لا يتجزأ من الإبداع الفني