خير لا يخطر على بال احد..  رسميا اكتشاف أغلى كنز فى مصر سوف يجعل المصريين يصبحون أغنياء.. فلوس من غير عدد 

خير لا يخطر على بال احد..  رسميا اكتشاف أغلى كنز فى مصر سوف يجعل المصريين يصبحون أغنياء.. فلوس من غير عدد 
اكتشاف أكبر كنز فى مصر

مفاجأة أثرية بالقليوبية: تابوت فرعوني ضخم يزن 62 طناً يظهر تحت أرض مستشفى بنها

اكتشاف تابوت أثري نادر يزن 62 طناً يعود للأسرة 26 أثناء حفريات مستشفى بنها الجامعي يكشف أسرار عصر الملك بسماتيك الأول

توقفت أعمال البناء في موقع مستشفى بنها الجامعي التخصصي الجديد فجأة عندما اصطدمت آلات الحفر بكتلة حجرية ضخمة. ما بدأ كيوم عادي في موقع إنشائي بمحافظة القليوبية، تحول إلى اكتشاف أثري استثنائي يعيد كتابة جزء من تاريخ مصر القديمة.

العمال الذين كانوا يحفرون أساسات المستشفى المرتقب وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام تابوت حجري ضخم يزن 62 طناً، مدفوناً على عمق كبير تحت سطح الأرض. سرعان ما تحول الموقع من ورشة بناء إلى منطقة تنقيب أثرية، بعدما هرعت فرق متخصصة من وزارة السياحة والآثار لفحص الاكتشاف الذي أذهل الجميع.

تابوت فرعوني ضخم يزن 62 طناً يظهر تحت أرض مستشفى بنها
اكتشاف أكبر كنز فى مصر

وفقاً للدراسات الأولية التي أجراها خبراء المجلس الأعلى للآثار، فإن التابوت الحجري يعود إلى عصر الملك بسماتيك الأول، مؤسس الأسرة السادسة والعشرين (الأسرة الصاوية)، والذي حكم مصر في الفترة من 664 إلى 610 قبل الميلاد. الأمر الذي يجعل هذا التابوت أثراً نادراً يبلغ من العمر ما يزيد عن 2600 عام.

 

المفاجأة الكبرى كانت في النقوش المكتشفة على التابوت، إذ كشفت الدراسات المبدئية أن التابوت لا يخص أحد الملوك، بل كان مخصصاً لشخصية مهمة كانت تشغل منصب “المشرف على الكتبة” في عهد الملك بسماتيك الأول. وقد عُثر على خرطوش الملك منقوشاً بالحفر الغائر أسفل غطاء التابوت، مما يؤكد الفترة التاريخية التي يعود إليها.

الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أكد في تصريحات صحفية أن عملية رفع ونقل التابوت تمت وفقاً لأعلى المعايير العلمية المتبعة عالمياً. وأشار إلى أن فريقاً من المتخصصين من المجلس الأعلى للآثار والمتحف المصري الكبير قام بأعمال الترميم الأولي في موقع الاكتشاف، حيث أجروا التنظيف الميكانيكي والتدعيم اللازم للتابوت وغطائه قبل نقله.

ما يثير الدهشة حقاً هو المادة التي صُنع منها التابوت، فوفقاً لمحمد الصعيدي، مدير المكتب العلمي للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فإن التابوت مصنوع من حجر الكوارتزيت، وهو من الأحجار شديدة الصلابة التي كانت تستخدم لصناعة توابيت الشخصيات المهمة والملوك في مصر القديمة. هذا الأمر يعكس المكانة الرفيعة التي كان يتمتع بها صاحب التابوت في البلاط الملكي آنذاك.

اللافت أن الاكتشاف جاء في منطقة لم تكن معروفة سابقاً بأنها منطقة أثرية، مما يفتح الباب أمام احتمالية وجود المزيد من الآثار في محيط المنطقة. ولهذا، قرر المجلس الأعلى للآثار الاستمرار في أعمال حفائر الإنقاذ لحين الانتهاء من كافة الأعمال بالموقع والتأكد من خلوه من أي قطع أثرية أخرى.

لغز المشرف على الكتبة

يطرح اكتشاف هذا التابوت العديد من الأسئلة المثيرة حول هوية “المشرف على الكتبة” الذي كان يشغل منصباً رفيعاً في البلاط الملكي لبسماتيك الأول. في مصر القديمة، كان الكتبة يمثلون شريحة مهمة من المجتمع، باعتبارهم المسؤولين عن توثيق كافة شؤون الدولة والمعاملات الإدارية والدينية، فضلاً عن تسجيل الإنجازات الملكية.

وفي تلك الفترة تحديداً، كانت مصر تشهد نهضة ثقافية وفنية كبيرة، إذ حرص ملوك الأسرة السادسة والعشرين على إحياء الفنون والتقاليد المصرية القديمة بعد فترات من الاضطراب. وكان للكتبة دور محوري في هذه النهضة، خاصة في إعادة نسخ النصوص الدينية والأدبية القديمة.

يقول الدكتور حسين عبد البصير، أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة -في حديث خاص-: “منصب المشرف على الكتبة كان من المناصب شديدة الأهمية في العصر المتأخر، إذ كان صاحبه مسؤولاً عن جميع السجلات الملكية والدينية والإدارية في البلاد. وحصول شخص على تابوت بهذا الحجم والفخامة، ومن حجر الكوارتزيت تحديداً، يعكس مكانته المرموقة ونفوذه الكبير في عصر بسماتيك الأول”.

بسماتيك الأول والعصر الصاوي

يعد الملك بسماتيك الأول أحد أهم ملوك مصر القديمة، فهو مؤسس الأسرة السادسة والعشرين (664-525 ق.م)، والتي عُرفت أيضاً باسم الأسرة الصاوية نسبة إلى مدينة صا الحجر (سايس) عاصمة مصر آنذاك. تولى الحكم في فترة عصيبة من تاريخ مصر، إذ كانت البلاد منقسمة ومقسمة إلى دويلات صغيرة يحكمها أمراء محليون تحت السيطرة الآشورية.

استطاع بسماتيك الأول توحيد البلاد من جديد وطرد الغزاة الآشوريين، مستعيناً بمرتزقة إغريق وكاريين. ومن ثم، بدأ في إعادة إحياء الحضارة المصرية القديمة وتنشيط حركة الفنون والعمارة. كما أنه أعاد فتح الطرق التجارية مع بلاد النوبة والشرق الأدنى، مما أنعش الاقتصاد المصري.

يرى المؤرخون أن فترة حكمه شهدت ازدهاراً ملحوظاً في الفنون والعمارة، على الرغم من التأثيرات الأجنبية التي بدأت تتسلل إلى الفن المصري. وتميزت الأعمال الفنية في عصره بمحاولة محاكاة أساليب الدولة القديمة والوسطى، في ظاهرة عُرفت باسم “النهضة الصاوية”.

أهمية التابوت من الناحية الأثرية والتاريخية

لا تكمن أهمية هذا الاكتشاف في حجم التابوت الضخم وحالته الجيدة فحسب، بل في المعلومات التاريخية التي يمكن أن يقدمها عن فترة مهمة من تاريخ مصر القديمة. فالعصر الصاوي (الأسرة 26) يعتبر آخر عصور الازدهار الحقيقي للحضارة المصرية القديمة قبل أن تتعرض مصر لسلسلة من الغزوات الأجنبية.

يقول أحمد عيسى، الخبير في علم المصريات: “يعد التابوت الذي عُثر عليه في القليوبية إضافة مهمة للغاية لفهمنا للفن الجنائزي في العصر المتأخر، وتحديداً في عهد الأسرة 26. فنحن نعرف الكثير عن توابيت الملوك، لكن المعلومات عن توابيت كبار المسؤولين وطقوسهم الجنائزية في تلك الفترة ما زالت محدودة”.

ويضيف: “النقوش الموجودة على التابوت ستقدم معلومات قيمة عن الطقوس الدينية والجنائزية في تلك الفترة، وربما تكشف عن جوانب جديدة من الحياة الإدارية والثقافية في عهد بسماتيك الأول”.

تحديات نقل وترميم الاكتشاف

شكّل حجم التابوت الضخم -الذي يبلغ وزنه 62 طناً- تحدياً كبيراً أمام فريق الآثار المصري. فنقل قطعة أثرية بهذا الحجم والهشاشة يتطلب تقنيات خاصة ومعدات متطورة لضمان سلامتها.

تطلبت عملية النقل استخدام رافعات خاصة وعربات مجهزة لتحمل الوزن الهائل للتابوت. وقبل النقل، قام الفريق بعمليات تدعيم وتثبيت لأجزاء التابوت لمنع حدوث أي شروخ أو كسور أثناء النقل. كما تم استخدام مواد خاصة لحماية النقوش والزخارف من أي تلف قد يحدث نتيجة الاهتزازات أثناء الحركة.

وبعد نقله بنجاح إلى منطقة آثار القليوبية، بدأت مرحلة الترميم والصيانة الشاملة للتابوت. هذه المرحلة تشمل التنظيف الدقيق باستخدام تقنيات متطورة، وترميم أي أجزاء متضررة، وتوثيق النقوش والكتابات بشكل علمي دقيق.

يقول محمد الصعيدي: “التابوت بحالة جيدة نسبياً مقارنة بعمره البالغ أكثر من 2600 عام، لكنه يحتاج إلى ترميم دقيق في بعض الأجزاء، خاصة في مناطق النقوش. وستستغرق عملية الترميم والتوثيق العلمي عدة أشهر قبل أن يصبح جاهزاً للعرض في أحد المتاحف المصرية”.

مستقبل المستشفى ومصير الاكتشاف

يطرح هذا الاكتشاف المفاجئ سؤالاً ملحاً حول مصير مشروع مستشفى بنها الجامعي التخصصي، والذي توقفت أعماله مؤقتاً بسبب الاكتشاف الأثري.

مصادر مطلعة من جامعة بنها أكدت أن المشروع سيستمر كما هو مخطط له، لكن مع إجراء بعض التعديلات على التصميم الأصلي. فالمستشفى، المزمع إنشاؤه على مساحة 9033 متراً مربعاً بسعة 450 سريراً، يعد مشروعاً حيوياً لسكان محافظة القليوبية.