السر في أوشريا وساع.. كيف ساعد استخدام اللغة النوبية في حرب أكتوبر 1973 على تحقيق النصر

تحمل اللغة النوبية تاريخا طويلا وثقافة غنية تمتد لآلاف السنين، ومن أبرز أوجه استخدام اللغة النوبية في حرب أكتوبر أكتوبر 1973، حيث استخدمها الجنود المصريون كأداة تشفير حيوية لضمان سرية الاتصالات أثناء العمليات العسكرية، وهي من اللغات التي لا يتم كتابتها بشكل شائع ولا يعرفها العدو، وكانت الخيار الأمثل لحماية الخطط العسكرية من المتسللين، في هذا السياق برزت كلمات نوبية مشفرة مثل “أوشريا، وساع آوي” التي كانت تحمل رسائل حاسمة في ساحة المعركة، لذا نتحدث عن الأمر باستفاضة في السطور القادمة من المقال.
اللغة النوبية في حرب أكتوبر
استخدمت عبارات ذات معنى من اللغة النوبية في حرب أكتوبر 1973، أبرز العبارة النوبية “أوشريا، ساع آوي” والتي تعني “اضرب الساعة الثانية”، وكان الهدف من استخدامها هو تحديد توقيت الهجوم بشكل مشفر، بحيث لا يتمكن العدو من فهم الرسائل، وكان الاستخدام الذكي للغة النوبية له دور كبير في نجاح العمليات الهجومية للجيش المصري، خصوصا مع تمكن الجنود من التواصل بسرية تامة وبطريقة محكمة.

أسباب استخدام اللغة النوبية في الحرب
بعد تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات الحكم في مصر، اكتشف الجيش المصري أن الجيش الإسرائيلي قادر على فك الشفرات العسكرية المصرية بسهولة، فتوقفوا عن إرسال أي إشارات داخلية لمدة أسبوع كامل، اقترح الراحل الصول أحمد إدريس فكرة مبتكرة لاستخدام اللغة النوبية كشيفرة سرية، نظرا لأنها لغة محكية وليست مكتوبة، ويتحدث بها أبناء النوبة في مصر فقط، نالت الفكرة إعجاب القيادات العسكرية، وتم الاتفاق على تدريب الجنود النوبيين من حرس الحدود على إرسال واستقبال الشفرات النوبية، بدءا من عام 1971 وحتى حرب أكتوبر 1973 كانت واحدة من أبرز كلمات الشفرة النوبية التي استخدمها الجيش المصري خلال الحرب هي كلمة أوشريا التي تعني اضرب، وساع آوي التي تعني الساعة الثانية، وكان إشارة بدء العمليات العسكرية، التي انتهت بتحقيق الجيش المصري النصر واستعادة الأراضي المحتلة.